تقارير و بياناتمتابعة الشأن الحقوقي والسياسي

حملة الاعتقالات غير المسبوقة تتسع في تونس وتشمل رموز المعارضة

تونس: أوقفت الشرطة التونسية القيادي المعارض جوهر بن مبارك ليل الخميس الجمعة، على ما أفادت عائلته، في إطار حملة إيقافات غير مسبوقة في البلاد تشمل رموز المعارضين للرئيس قيس سعيّد الذي يحتكر السلطات.

 واعتقلت الشرطة التونسية، ايضاً، في ساعة متأخرة من يوم الجمعة غازي الشواشي المنتقد البارز للرئيس قيس سعيد، وفقا لما ذكره نجله.

وقال نجله إلياس إن نحو 20 من رجال الشرطة فتشوا المنزل واعتقلوا والده الزعيم السابق لحزب التيار الديمقراطي.

ومنذ بداية فيفري اعتُقل 10 على الأقل معظمهم من المعارضين الأعضاء في حزب النهضة وحلفائه، بالإضافة إلى مدير محطة إذاعية خاصة كبيرة، ورجل أعمال نافذ، وناشطين سياسيين وقضاة.

أثارت حملة الاعتقالات ردود فعل واسعة منددة من المعارضة ومن منظمات المجتمع المدني الحقوقية.

وقالت شقيقته المحامية دليلة مصدق “تم توقيف جوهر في ساعة متأخرة من ليلة الخميس ولم نطلع بعد على ملف التوقيف”.

وبن مبارك (55 عاما) أستاذ جامعي في مادة القانون الدستوري ومعارض شرس ينتقد قرارات الرئيس التونسي بتولي السلطات في البلاد منذ العام 2021 ويصفها بأنها “انقلاب دستوري”.

وقد أطلق مبادرة سياسية معارضة تحت شعار “مواطنون ضد الانقلاب”.

وكان بن مبارك وهو قيادي في “جبهة الخلاص الوطني” التكتل المعارض لسعيّد، من الداعمين للرئيس سعيّد خلال حملته الانتخابية في العام 2019.

لكن منذ أن اعلن سعيّد تجميد أعمال البرلمان وحله لاحقا وتولي السلطات في البلاد في 25 تموز/يوليو 2021، أصبح معارضا له ويقود باستمرار تظاهرات احتجاجية منددة بقرارات الرئيس.

ويتهم الرئيس التونسي الموقوفين “بالارهابيين” و”بالتآمر على أمن الدولة الداخلي والخارجي”، بينما تصف المعارضة حملات الاعتقالات “بالتعسفية” وهدفها ضرب صفوفها.

“معارضة من الصف الأول”

وأكد في مقطع فيديو نشرته الرئاسة الأربعاء “لابد من محاسبة الجميع وتطبيق القانون وعلى القضاة أن يطبقوا القانون”.

ندد رئيس “جبهة الخلاص الوطني” أحمد نجيب الشابي بعملية الاعتقال، وقال “إن المعاملة السيئة للوجوه السياسية من الصف الأول لن تنال من عزيمة هؤلاء ولن توقف المشاورات التي كان يجريها هؤلاء من أجل توحيد الحركة السياسية وستستمر بين مختلف الفرقاء السياسيين”.

وتابع الشابي “هذا دليل على تخبط السلطة السياسية وفشلها في إدارة الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعلاقات الدولية بما سيزيد الأزمة تعفنا”.

والخميس، اعتقل والد بن مبارك الناشط السياسي المعارض عز الدين الحزقي ثم أطلق سراحه بعد ساعات .

من جهة أخرى، اعتَقل نحو 20 من رجال الشرطة في زيّ مدني الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي ، مساء الأربعاء، في أحد شوارع مدينة أريانة المتاخمة للعاصمة تونس، كما ذكر رئيس “جبهة الخلاص الوطني” المعارضة.
وفي الليلة ذاتها تم توقيف الناشطة السياسية شيماء عيسى.

وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش، في بيان الجمعة، حملة الاعتقالات وقالت إن “الرسالة في هذه الاعتقالات هي أنه إذا كنت تجرؤ على التحدث علانية، فيمكن للرئيس أن يعتقلك ويندد بك علنًا”.

واعتبرت منظمة العفو الدولية غير الحكومية في وقت سابق أن حملة الاعتقالات “محاولة متعمدة للتضييق على المعارضة ولا سيما الانتقادات الموجهة للرئيس” وحثت الرئيس التونسي على “وقف هذه الحملة التي لها اعتبارات سياسية”.

يسعى سعيّد إلى تأسيس مشروعه السياسي القائم على نظام رئاسي ووضع حد للنظام البرلماني الذي تم إقراره اثر ثورة 2011 التي أطاحت بنظام دكتاتوري ووضعت البلاد على طريق انتقال ديمقراطي فريد في المنطقة .

وفي جويلية تم إقرار دستور جديد إثر استفتاء شعبي، تضمن صلاحيات محدودة للبرلمان مقابل تمتع الرئيس بغالبية السلطات التنفيذية منها تعيين الحكومة ورئيسها.

ومطلع العام الحالي جرت انتخابات نيابية لم يشارك فيها نحو 90 في المئة من الناخبين.

ويعمل “الاتحاد العام التونسي للشغل” (المركزية النقابية) مع منظمات أخرى على صوغ مبادرة لتقديم مقترحات حلول في مواجهة تأزم الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

لكن سعيّد يرفضها من قبل أن تُعرض عليه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى